التسامح وسيلة الفرد والمجتمع لمواجهة ضغوط العصر وتحقيق الصحة الجسدية والنفسية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الترابط بين الأفراد نتيجة تسامحهم
في تعاملاتنا اليومية مع الناس وتعامل الناس بعضهم مع بعض كثيرا ما يحدث سوء فهم بين شخص وآخر وقد يصدر من بعض الأشخاص ما يعتبر تصرفات خاطئة أو مقيتة في حق الطرف الآخر سواء كانت بقصد أو بغير قصد مما يوغل صدور الناس تجاه من اخطأ عليهم، وفي أقل الأحوال يبقى قلب هذا الشخص حاملا الكره والبغض لمن اخطأ عليه، ولو تعامل الانسان بحكمة على من يسيء له لتجنب المجتمع والفرد كل هذه الاثار، ولعل خير علاج لكل من يسيء اليك هو علاج التسامح الذي هو خلق اسلامي محمود وطريقة تربوية وصحية ناجعة. وحول موضوع التسامح واهميته في المجتمع وصف الشيخ سعد بن حسين الشهري المتسامح بصاحب القلب الكبير حيث يقول: ما أحلى القلوب الكبيرة المفعمة بالغبطة المملوءة بالحب الكبير الذي يفيض على الآخرين فتتحمل سفاهات الصغار وتفاهات التافهين وعصبية المتعصبين وصاحب القلب الكبير ما جعله كبيرا الا مبدأ السماح الذي اعتمده في حياته فهو يسامح ويصفح بلا حدود فالمحبة بقلبه تغرد بلا توقف والعطف الزاخر بأعماقه والحنان متفجر بداخله يزدهي بكل كيانه..
ويضيف الشهري عن افضل درجات السماح بالقول ان السماح الحقيقي ان تكون في موضع القوة وان تكون مالك القدرة وان يكون بينك وبين من تسامحه «ما طرق الحداد» كما يقولون وبرغم هذا فانك تتناسى وتنسى وتعفو وتصفح وتسامح وتقلع من قلبك كل الأذى وكل القذى كأنك لم تر من أحد منهم سوءا فما احرانا لأن نعود الى هذه القاعدة الإسلامية الأخلاقية الذهب وهي السماح فبالسماح ستتواصل كل السواعد وستتحاب كل القلوب وستنبض الحياة من حولنا بالحب والأفراح. ودعا الشهري في ختام حديثه الى أن يجرب كل شخص التسامح لكل من اساء اليه مؤكدا ان ذلك سيولد في القلب طاقات من المحبة والسعادة تجعل كل شيء حولك جميلا ومردودا اليك بالفرح. اما الأستاذ حسين محمد شار المعلم في ثانوية ابوبكر الصديق بتنومة فيقول ان التسامح بين الناس من مقومات الحياة المرتبطة بالشريعة الاسلامية والتي تحث على العفو بين الناس من منبع الوحي الرباني لرسولنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام واذا كان هذا التسامح من سمات الأمة الإسلامية فمن الواجب ان نحث عليه ونعمل به بصفتنا ابناء الإسلام. اما الاستاذ زهير بن عبدالله بن عبدالكريم الشهري المدرب في مجال تطوير الذات فيقول عن التسامح ان التسامح يعد صفة نبيلة تدل على ذكاء عاطفي واجتماعي منظم للذات يراعي المشاعر ويعتمد على مرجعية متينة يمارس صاحبها تفكيرا ايجابيا وحذفا للملفات والمشاعر السلبية وهي تكسب ممارسها الأجر والمثوبة من الله عز وجل والصحة النفسية والجسدية نتيجة هذا التسامح المولد للتفاؤل والعطاء، ويمكن ترويض النفس وادارة الذات نحو التسامح عن طريق المعرفة والاقتداء مثل سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم صاحب المقولة الشهيرة (اذهبوا فأنتم الطلقاء) الى جانب ضرورة تطوير الخطاب الداخلي للفرد وتدوين الملاحظات والقصور حتى تتم متابعة نضوج صفة التسامح وتعمقها وجني ثمارها. وقد اكد العلم الحديث اهمية التسامح على الصحة النفسية والجسدية وهنا نعرض جزءا من دراسة نشرها الدكتور محمود كحيل الباحث في مجال الاعجاز العلمي في القرآن الكريم حيث جاء في دراسته المنشورة في موقعه، يقول الله تعالى: (ياأيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فأحذروهم وان تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم) (التغابن: 14) في كل يوم يتأكد العلماء من شيء جديد في رحلتهم لعلاج الأمراض المستعصية، وآخر هذه الاكتشافات ما وجده الباحثون من اسرار التسامح! فقد ادرك علماء النفس حديثا اهمية الرضا عن النفس وعن الحياة وأهمية هذا الرضا في علاج كثير من الاضطرابات النفسية. وفي دراسة نشرت على مجلة «دراسات السعادة» اتضح ان هناك علاقة وثيقة بين التسامح والمغفرة والعفو من جهة، والسعادة والرضا من جهة ثانية، وقد تمت دراسة واقع كثير من الناس وكانت المفاجأة ان الأشخاص الأكثر سعادة هم الأكثر تسامحا مع غيرهم فقرروا بعد ذلك اجراء التجارب لاكتشاف العلاقة بين التسامح وبين أهم امراض العصر مرض القلب، وكانت المفاجأة من جديد ان الأشخاص الذين تعودوا على العفو والتسامح هم أقل الأشخاص انفعالا، وتبين بنتيجة هذه الدراسات ان هؤلاء المتسامحين لا يعانون من ضغط الدم، وعمل القلب لديهم فيه انتظام اكثر من غيرهم، ولديهم قدرة على الابداع أكثر.