&& أنظر إلى الكوب دائما ممتلئ &&

[size=16]
اصنع من الليمون الحامض شارباً حلواً وانظر إلى النصف الممتلئ من الكوب و تفاءل بالخير تجده

وما إلى ذلك من عبارات كان يرددها على مسامعي صديقي بغرض أن يبعث على نفسي المجهده التفاؤل والطموح

وذلك عندما رآني منزوياً بحالة يرثى لهاوقد اعتراني من الهم والغم والحزن ما الله به عليم

,ولمن لا يعرف صديقي فهو شخص يجيد فن التنظير

الى حد بعيد ويمتلك طريقة مذهلة لاقناعك بأشياء لاتصدّق فهو من الممكن ان يقنعك بأن الخليج العربي كان على أطراف كولومبيا

لكن الجغرافيا المتحولة اتت به ليفصل بيننا وبين ايران !!!

فقلت له بعد أن تناولت بيدي كوباً فارغاً من الماء : هلا نظرت إلى هذا الكوب يا صاحبي !!

فإنك لانجد سوى الفراغ وهذا يعني أنه ليس دائماً يكون الكوب ممتلئً أو نصف ممتلئ لأنظر إليه

فأحياناً لا أجد سوى الأكواب الفارغه كهذا الكوب والذي يمثل فرصي بهذه الحياه وهي لا شيئ
صفر!

ولكن ماذا عساي أن أقول سوى ما قاله الشاعر :

أعلل النفس بالآمال أرقبها *** ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل .

فرد ذلك الصديق وقد اعتلت ابتسامه في محياه كعادته وقال : أتمنى أن تلقي نظره أخرى إلى الكوب الذي في يدك وتأمله جيداً ستجده ممتلئ !!

فقلت له وكيف ذلك؟!

قال : لأن القاعده الفيزيائيه الشهيره تنص على أن الماده هي :

كل ماله كتله ويشغل حيزاً من الفراغ

وكون أننا في عالم يعج بالماديات

فإن علماء الفيزياء أدرجوا الهواء تحت اطار تعريف الماده وتم برهنة ذلك عن طريق تجربه بسيطه تتكون من كوب فارغ تماماً

مع وعاء ممتلئ بالماء عندما نحمل الكوب بشكل رأسي بحيث يكون مواجهاً لذلك الوعاء وندخله تدريجياً في غمار الوعاء

فإننا نلاحظ أن الماء لا يدخل بالكوب وهذا يدلنا أن هنالك ماده تملأ الكوب لا تسمح بدخول الماء وهذه الماده عباره عن الهواء

فانظر على أن الكوب ممتلئ ولا تنظر إليه بأنه فارغ أبداً فهذه هي فرصك بالحياه زاخره تماماً بالفرص.

فقلت له مقاطعاً بعد أن ملأت الكوب الذي في يدي بالماء حتى ثلثيه :
حسناً انظر الأن إلى الكوب

فهو الأن ممتلئ تقريباً إلا جزء بسيط ماذا لو قيل لي انظر إلى النصف المملتئ

فانه يستوجب علي الاستفسار عن أي نصف يجب أن ننظر ؟

رد صاحبي بعد أن اعتلت في محياه ابتسامة أعرض من الأولى :
إن اجابة السؤال تعتمد عليك

وعلى ما تراه من فرص متاحه أمامك في هذه الحياه فإن كنت عقلانياً فإنك تنظر إلى أكثر فرصه متاحه لك

وعليه فإنك ستحاول اقتناصها فإن لم ترضي طموحاتك ستذهب للفرصه التي ترضيك والتي تمثل الجزء الأخر من الكوب

وهو الهواء فالهواء يا صاحبي أكثر قيمة من الماء لأننا إن حبسنا الهواء عن شخص ماء خمس دقائق فانه سيموت لا محاله

بينما ذلك لا يتحقق مع الماء الذي يلزم ثلاثة أيام حتى تقضي على نفس الشخص !!

وبذلك فهو بمثابة فرصه ثمينه قد لا تكون متاحه أبداً لصعوبتها على الناس ولكن قد تتاح لأصحاب الطموحات المرتسخه على

اراده قويه لا تلين أبداً وأنا أحسبك كذلك يا عبدالعزيز .

هنا بدأت الطمأنينه تدب إلى قلبي والابتسامه ترتسم على محياي بعد أن أقنعني هذا الصديق الرائع بحقيقة كانت غائبة عني

وهي أن الشخص وحده هو من يستطيع أن يصنع مستقبله بيده مهما كانت الصعوبات

فالتشاؤم والانشغال بالهموم والغموم قد تثقل كاهل الانسان عن المضي

في مسيرة الحياة المليئة بالسبل المختلفه المستقيمه والملتويه والتي قد تؤدي للهلاك أو النجاح المنقطع النظير

فلنفكر جيداً أي السبل سنسلك ولنغمر أنفسنا بالتفاؤل وللنظر إلى الكوب كاملاً ولنختار النصف الذي نحب أن نراه .

[/size]

» (((قصه حقيقيه)))